د. محمد كامل الباز يكتب : رسالة من حماة الزيتون إلي الأهوج المجنون
" سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون "
الصفات الآدمية كثيرا ما تتشابه تتوافق لكن أن تتماثل إلي تلك الدرجة فهذا فعلاً أمر مثيراً للدهشة،
علي مر العصور والظالمين والطغاة لهم صفات تبدو مشتركة التجبر، الغرور، العدوان، الكذب بل والادهي هو البجاحة !!
نعم عندما أخذت اقرأ في كل الطغاة على مر العصور فوجئت بصفة هامة موجودة عند كل منهم هي (البجاحة)، لا تعلم هل استمدوا تلك الصفة من الظلم والغرور الملاصق لهم أم من تحقيقهم انتصارات وهمية مؤقتة جعلت منهم أُناس بجحاء،
في قديم الزمان أيضاً،
عندما تجمع قادة الشرك وتحالفوا مع اليهود ليستئصلوا شأفة المسلمين فى الخندق هل كان لها مسمي غير البجاحة؟، المسلمين تركوا لهم كل شىء، هاجروا لمكان بعيد فما كان من هؤلاء الطغاة إلا ليعقدوا احلافا وأحزاب ليذهبوا لهم مكان هجرتهم ويحاربوهم،
وعندما جاء هولاكو ليحاصر الخلافة العباسية وأمر باستباحة بغداد لم تكن بجاحة ؟!!
عندما قرر بونابرتا إحتلال المحروسة، لم يجد ما يخاطب به المصريين إلا برسالة يقول فيها أن الفرنسيس جاء لحماية الشعب المصرى وإنقاذه من ظلم المماليك، بجاحة في أبهي صورها؛
حديثاً أيضاً لم تتوقف صور البجاحة من الطغاة عند هذا الحد فبعد تأميم قناة السويس وانهاء تدخل الغرب فيها وإعلان ادارتها بسواعد مصرية، اجتمع قادة العالم وأعلن رئيس وزراء بريطانيا وفرنسا أن القيادة المصرية لا تف بوعودها وبالفعل حدث عدوان ١٩٥٦، ( يا إما ياخدوا فلوسنا ياما يضربونا ) شفت بجاحة اكتر من كده ؟ طبعا أحدث سينويوهات البجاحة جاء من العجوز القادم من البيت الأبيض والذي ليس بينه وبين الموت مسافة بعيدة ليكمل فصول البجاحة باغرب التصريحات بل وأشد التهديدات
فى عشاء جمعه مع زوجة المجرم المطلوب نيتيناهو،
أخذ هذا الهرِم يهدد رجال المقاومة الذين يقفون منذ اكثر من عام في وجه أكبر ترسانة علي وجه الأرض يردون الصاع صاعين، اخذ يهددهم بضرورة إرجاع الأسرى الإسرائيليين !! لم يكترث هذا المعاق ذهنياً بما حدث ويحدث كل يوم من مجازر على مرئى ومسمع من العالم كله ليطالب بحق المعتدي، لم ينظر إلي الثكالي واليتامي والمفقودين، ولكنه نظر إلي عشرات الأسري، لم يسمع صراخ النساء ونحيب الأمهات ولكنه فقط سمع نداء المعتدي وتفاعل مع أسراه، بعد عام وشهر ووصولنا لأكثر من خمسين ألف شهيد بإذن الله وتدمير مدينة بأكملها أمام العالم كله يأتي هذا الطاغية ليبهرنا ببجاحة لم نسمع عنها او نعهدها ليهدد الضحية ويتوعد المظلوم ويخيف المقتول، وذلك من أجل عيون الظالم القاتل، جاء ترمب ليهدد غزة وابطالها بالويل والثبور ولكن من أرض الزيتون سيعرف ترامب أنه مهما استقوي ببلاده ومهما اعتمد علي قوته ومهما لجأ الي عزوته فإن ظلام الليل لن يطول وسيطرة الظلم لن تدوم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون.