900
900
مقالات

(ولسه بحلم)

900
900

بقلم / علا عبد الهادي
مواقع التواصل الاجتماعي تحولت لجزء لا يتجزء من حياة الكثير منا بل اصبحت حياة كل البعض خاصة لمن هم في سن المراهقة حيث ربط معظمهم كل تفاصيل حياته بهذا العالم الوهمى واصبحنا جميعا محاصرون داخل عالم افتراضى من نسيج الخيال.
واصبحنا نعيش فى عزلة اجتماعية في زمن انتشرت فيه كل وسائل التواصل الاجتماعي لكل منا عالمه الخاص حتى ولو كان وسط اسرته فنقضى ساعات طويلة من اليوم امام شاشات الهاتف نتشارك روابط المواقع والاخبار المختلفة منها ما هو علمى ومنها الترفيهى ومنها ماهو لمجرد التسلية وساعات اخرى لقراءة الرسائل او الرد عليها.
حتى الأعياد والمناسبات الخاصة او العامة صرنا نتبادل التهانى عبر رسائل الواتس او الفيس حتى واجب العزاء.
لا انكر انه عالم مشوق وجذاب له جوانبه الابداعية المتعددة التى تفتح الالاف من الفرص للمعرفة والتعلم كما ان له اغراض اخرى منها التسويقى او التجارى خاصة لاصحاب المشروعات الصغيرة حتى بل اصبح الوسيلة الدعائية والاعلانية الاهم للجميع فى ظل ظروف فرضتها جائحة الكورونا.
لكن وللاسف فى نفس الوقت هناك جوانب غاية فى السوء فقد لعبت وسائل السوشيال ميديا هذه دور خطير فى تفكك المجتمعات وزعزعة استقرار الاسر بل الى هدم الكثير من التقاليد والعادات الشرقية وروجت لسلوكيات غربية شاذة عن مجتمعاتنا.
الحقيقية المؤكدة اننا كلما ابحرنا فى شبكات التواصل الاجتماعي اصبحنا كائنات اكثر عزلة ووحدة..
كثيرا ما تسالت هل بالامكان العودة للوراء حيث كانت الحياة اهداء واسعد؟! هل تستطيع الاسرة ان تجتمع بحب ودفء دون ان ينشغل افرادها بتصفح هواتفهم وان يعيش كل منهم فى عالمه الخاص حتى لو كانوا جميعا تحت سقف واحد؟! هل يمكن للاصدقاء والاقارب ان يعودوا للتزاور والالتقاء وجه لوجه حتى ولو في المناسبات؟!
قد يكون مازال هناك امل فى استعادة ايامنا الدافئة والحفاظ على ما تبقى من اعمارنا التى ضاعت سنواتها امام شاشات الهواتف الحديثة حتى ولو كان بالتقليل او الاقتصاد فى استخدامها فهذه الوسائل تحولت من وسيلة تواصل الى وسيلة تقاطع وعزل ووحدة لا تقل قسوة عن العزل ايام الكورونا

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى