900
900
مقالات

بداية جديدة / الأمان

900
900

بقلم / فاطمة مصطفى
أ. الصحة النفسية والعلاقات الأسرية

الامان … مفهوم لا احد يستطيع ان يتعايش بدونه ، كلا منا يترجم هذا المفهوم من خلال قناعاته و احتياجاته و رغباته التى تحددها شخصيته و تنشئته الاجتماعية و اهدافه و ايضا مدى نجاحه او فشله … امر طبيعي جدا ان يتداخل هذا المفهوم فى اكثر من معنى ، هناك اشخاص تربط الامان بتوافر المال و افراد اخرين بالصحة و اخرين بوجود الاسرة او بمكانه اجتماعية او التدرج الوظيفى و الوصول الى اعلى المناصب وووو تعددت الامثلة …. و لكن هل هذا فعلا معنى الامان الحقيقى ؟؟ لعلك الان تسأل نفسك عزيزيى القارئ طبيعي ان يختلف مفهوم الامان من فرد الى اخر لماذا هذه المقدمة …..؟؟؟ تعالى معى من خلال هذه السطور البسيطة اوضح لك انك على خطأ و عدم ادراك كامل لمعنى ( الامان ) نتعرف من خلاله على راى علماء النفس و الاجتماع حيث كان مختلف …..و وضعوا معنى واحد للامان و ليس عدة معانى …
الامان هو شعور داخلى بالهدوء النفسى و الطمأنينة ، هو راحة داخلية تشعر بها اتجاه افراد او اماكن سلام نفسى داخلى لا يستطيع الانسان ان يتعايش بدونه و طبيعي جدا ان يرتبط بافراد و اماكن تكون راغب انت فى التواجد بداخلها ليس لها اى علاقة بمستوى مادى او تعليمى حيث نرى الكثير من الافراد يعيشون فى ابهى مظاهر البذخ ولا يشعرون بالامان داخل مستوى الاسرة او حتى فى المحيط الاجتماعى الذى يعيشون فيه .
الامان هو الشعور بالانتماء و الحب و الاحتواء اتجاه فرد او مكان تستطيع من خلالها ان تنجح فى حياتك العملية او على اقل تقدير فى حياتك الشخصية … عدم الخوف او الرهبة من المستقبل او برد فعل قد يقلل من تقديرك لنفسك و ثقتك بها …الحديث بكل سلاسة و صدق دون التفكير فى كل كلمة …توافق فى الافعال و الكلام معا … سهولة فى الارتقاء بالفعل و رد الفعل دون خسارة لكل الطرفين … مناقشة هادئة للوصول الى نقطة اتفاق و ليس مجادلة و مشاحنات تضر بسلامك النفسى و طريقة تعاملك مع الاخرين نتيجة ما تتعرض له من مجادلات سلبية تاثر على ردود افعالك داخل البيئة التى تتعامل فيها …الامان هو شعور بعدم التخلى او البعد او الهروب من المواجهة لاى سبب من الاسباب حتى لو كنت الفرد المخطئ …الامان هو التواجد الدائم و ليس على فترات متباعدة او حتى متقاربة … التواجد المريح الهادى للنفس حيث وجود هذا العامل يعتبر من اساس منظومة النجاح ….الامان الحقيقى لا يتغير على حسب الظروف او الوضع الامان هو احساس صادق يصل اليك اى كان وضعك المادى او الاجتماعى اى كانت ظروفك و مكانك و لكن هل انت من تخلق هذا الامان ام الامر متعلق بالاشخاص المحيطين هنا يأتى السؤال الاكثر اهمية …. بالطبع الاجابة لها اطراف كثيرة و لكن لكى يكون الامر اكثر سهولة نلقى الضوء اكثر عليك انت …انت المسئول اذا لم تستطيع ان تخلق امانك النفسى و تتجاهل كل ما يعكر هذه المساحة ، تدريب النفس و العمل على تأهليها نفسيا و ممارسة بعض الثبات الانفعالى ( و لقد كتبت مقال فى هذا المضوع تفصيليا ) فى بعض المواقف ومعرفة متى تستخدم مبدأ التجاهل و تجعل منه سلاح قوى يجعل منك شخص جديد و مختلف و بالعكس قادر على تقييم نفسك جيدا و معرفة قدرها وسط هذا الكم الهائل من اللاشئ اذا قدرت و ايقنت انك من تخلق الامان لنفسك اى كان وضعك و ظروفك فلقد اخترت لنفسك اولا و اخيرا الراحة و السعادة و فى نفس الوقت معرفة قدر الاخرين من حولك و هل هما على نفس المستوى الفكرى و الاجتماعى ام هم اقل بكثير من ان تبادلهم اى انفعال حتى لو الانفعال الذى سوف ينتج فى مصلحتك … لا تدخل حرب ليس دون المستوى فانت الخسران دائما حتى لو كسبت هذه الحرب …الاطراف المحيطة ليس تستحق كل هذا المجهود الضائع .
و من هنا ان استطعت ان تخلق امانك و سلامك النفسى بمجهودك و فكرك ووضعت هدف و خطة لنجاح مستقبلك سوف يصبح افضل و ارقى و احسن بكثير ….لا تضيع وقتك فى بذل مجهود زائف و نتيجته سلبية اجعل من نفسك انت شخص ناجح قادر على تخطى اى عقابات اجعل من نفسك شخص غير قابل للكسر او حتى الانحناء …كن اكبر و اقوى من اى موقف .
و اذا استطعت ان تصل الى هذه النقطة بقين تام بنفسك سوف تجعل من نهايتك هى نقطة بداية جديدة و رائعة ، نقطة امان لا يستطيع اى فرد ان يقترب منها امانك النفسى مسئوليتك انت وحدك … مستقبلك القادم مسئوليتك انت وحدك …نضج عقلك و حكمته مسئوليتك انت وحدك و عليك انت تختار .
بداية جديدة …

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى