يخطئ من يتصور أن عملية إستيلاء حركة طالبان علي كابول كانت مجرد مغامرة قابلة للنجاح أو الفشل، فالأمر يبدو وكأنه معداً ومرتباً وفق سيناريو دقيق ومحكم، وذلك لأن الجيش الأمريكي لم يقاوم ولو بطلقات في الهواء أو بالسيطرة علي بعض القري والأماكن ولو بسيطة في أفغانستان، هذا ما أصاب الأفغان بالفرغ والخوف والإستسلام رغم المخاطر التي تحيط بهم.
سيناريو كابول يتوالي ويتعاقب في تلك المفأجاة وهي هروب الرئيس أشرف غني رئيس جمهورية أفغانستان الذي فر خارج البلاد بأمواله بعد أن سلم مفاتيح القصر الجمهوري لحركة طالبان، وترك شعبه يواجه مصيره المحتوم، فهذا لم يحدث صدفة، بل أتوقع إنها ترتيبات وتجهيرات أُعدت للأفغان منذ عشرين عاماً.
فالأيام القليلة المقبلة سوف تكشف ألغازاً كثيرة، خاصه فيما يتعلق بالدور الأمريكي وتسليم أفغانستان لحركة طالبان، وهل تُكون طالبان قاعدة لنشر العنف والتطرف والإرهاب في كل مكان، أو هل تكون ملاذ ومأوي للإرهابيبن من العالم؟، وعلي إِسرها تتحول أفغانستان من دولة مدنية إلي إمارة إسلامية يحكمها الإرهاب والتطرف.
إن بين روسيا و طالبان تاريخاً قديماً من الحروب، والصين بها جاليات مسلمة تواجه الظلم والطغيان، وهناك علاقات متشابكة بين إيران وباكستان، والصراع السني الشيعي، نحن أمام مشهد ومصيبة إرهابية تتوسط العالم وتهدد الجميع ربما تسوقنا إلي حرب عالمية.
سوف يتباكي كل دعاة السلام والحريات في العالم علي ماحدث في الشعب الأفغاني وهم يفرون ويتعلقون في الطائرات الأمريكية للفرار من بطش طالبان، وعلي تحويلها الي دولة تحارب العالم لنشر الفرضي والخراب، فهل تحدث انتفاضه ليحمي الشعب الأفغاني بلاده؟
في النهاية الحمدلله علي نعمه الوطن، الحمدلله علي نعمه الجيش، الحمدلله علي نعمه استقرار الدولة .
اترك تعليقك ...