حفيظ عليم و قوي أمين
بقلم: محمد محمود عمارة
لما فسر سيدنا يوسف عليه السلام للملك رؤياه ان مصر ستتعرض لأزمة قحط ؛ و عرض خدماته ، لخص مميزاته الشخصية في صفتين : الحفيظ العليم … (قال اجعلني على خزائن الأرض اني حفيظ عليم )
و ابنة شعيب حينما اوصت ابيها باستئجار سيدنا موسى عليه السلام بررت توصيتها بصفتين في موسى : قوي و أمين
(قالت يا ابت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين )
توافق النبيان في شرط من شروط تولى المسئولية و هو الأمانة ؛ و اختلفا في الشرط الآخر لاختلاف موقع المسئولية فاختلفت المتطلبات ؛ فالمنصب الاول ليوسف تطلب علما راسخا و امانة و طهارة يد للخروج من ازمة اقتصادية طاحنة تلوح في الافق تنتهي لا محالة بمجاعة تمتد لسبع سنوات إن لم تتخذ اجراءات وقائية مسبقة تقوم على حلول علمية سليمة ؛ و امانة و طهارة يد تترفع عن المال العام و تحسن اختيار المساعدين من ذوي الكفاءة و الحنكة و الراي الحصيف ؛ و الابتعاد عن أهل الثقة و الحظوة من محدودي المهارات و الكفاءة .. فالصالح العام لا مجال فيه للمجاملات و سوء الاختيار. و من هنا عبر يوسف بمصر من ازمة كادت تفتك بها.
و اما مهمة موسى عليه السلام ؛ فكانت تتطلب قوة و بأس و جلد لإدارة شئون آل شعيب ؛ كما كانت تطلب الأمانة و الترفع عن مال ابنتيه.
في قصة يوسف و موسى عليهما السلام عبرة و عظة في إدارة شئون البلاد و العباد و كيفية اختيار المساعدين في مواقع المسئولية المختلفة ؛ و مصر الآن في ظل ازماتها المتلاحقة تحتاج الحفيظ العليم و القوي الأمين في مواقع المسئولية المختلفة.. اي تحتاج من في صفات يوسف و موسى و معهما داود و سليمان و العمرين.
فمصر في هذه المرحلة تحتاج مسئولين يعملون تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في علم يوسف و قوة موسى و فهم داوود و سليمان و فقه الواقع عند العمرين و عدلهما للخروج من ازماتها الطاحنة.