علياء عبد الرازق تكتب : 5 أسباب وراء تشكيل الشخصية المزاجية
الشخصية المزاجية أو المتقلبة هي الشخصية التي تتدفّق المشاعر العواطف إليها بسرعة ممّا يؤثّر على حالتهم النفسية وشعورهم..
غالبًا ما يتعرض متقلبين المزاج بدوّامة من المشاعر المتضاربة التي تتراوح ما بين السعادة الفائقة والرضا إلى الغضب والضيق وحتى الاكتئاب..
أيضا متقلّب المزاج يكون نتيجة كثرة القلق التي يعاني منها الكثيرون في يومنا هذا.
قد يستطيع البعض تحديد الأسباب التي تسبب تغيّرًا في مزاجهم.. لكن الشائع أيضًا أن تحدث التقلّبات المزاجية دون سبب واضح..كما قد يختبر البعض تغيّرا في مشاعرهم وحالتهم النفسية نتيجة لبعض الاعتلالات والاضطرابات النفسية.
ما هي الأسباب التي قد تجعلك شخصا مزاجيا؟
هنالك العديد من الأسباب التي تؤثّر في المزاج وتؤدي إلى ظهور الشخصية المزاجية.. بعضها قد يكون مرَضِيًا أو وراثيًا، في حين أنّ البعض الآخر يعود إلى العوامل والبيئة المحيطة.
إذا أحس شخص بأنه مزاجي، وبدأ يلاحظ أنّ علاقاتة مع الآخرين تتدهور بسبب اضطراب مشاعرة الدائمة فربما حان الوقت ليراجع بعض أنشطتة وعاداتة اليومية التي قد تكون سببًا وراء ذلك.
وفيما يلي 5 أسباب قد تكون هي ما يقف وراء شخصيتك المزاجية المتقلّبة:
1- تناول كميات كبيرة من السكريات..
للطعام الذي تتناوله أثر مباشر على دماغك وعلى عدد من العناصر الكيميائية التي يتمّ إنتاجها في الجسم وتؤثّر تأثيرًا مباشرًا على الصحة العقلية.
تمتلك الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات أثرًا يشبه إلى حدّ كبير أثر المخدّرات والكحل.. حيث أنّها تُرضي مراكز المتعة في الدماغ على المدى القصير، ثمّ تنسحب من الجسم تاركة إيّاك في حالة من الانزعاج والرغبة في الحصول على المزيد.
إن كنت تعاني من تقلّب المزاج بشكل دائم.. أو يتمّ تصنيفك عادة بصاحب الشخصية المزاجية، فربما يتعيّن عليك إعادة النظر في حميتك الغذائية التي تتبعها.
لذلك يجب تجنّب السكريات بكافة أشكالها في طعامك قدر الإمكان..
وأكثر من الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن خاصّة الخضروات والفواكه الورقية الخضراء
2- عدم الحصول على قسط كاف من النوم..
تؤثر قلّة النوم على الجسم وتجعلك في مزاج سيء للغاية. حيث تؤثّر على هرموناتك ونسبة المواد الكيميائية في عقلك، بل إنّها في الواقع تشوّش تركيزك وتجعلك غير قادر على التفريق بين ما هو مهمّ وما هو غير مهم ممّا قد يدفعك أحيانًا للشعور بالغضب أو الحزن بسبي أشياء لا تستحقّ..
أيضا لا تهمل نظافة مكان نومك، لأنها تؤثّر على جودته..
حدّد موعدًا ثابتًا للخلود إلى الفراش والاستيقاظ من النوم.
استعن بتقنيات الاسترخاء والتأمل للنوم بشكل أسرع.
3- الأمراض الجسدية
قد يتحوّل البعض إلى شخصيات مزاجية للغاية بسبب توعّك صحي يُصيبهم، وهو أمر مفهوم ومبرّر بلا شكّ. إذ كيف لك أن تكون مبتهجًا ومستقرًّا إن كنت تعاني من الحمّى، أو من أنف مسدود، أو من أوجاع شديدة في مكان ما من جسدك.
المرض (بكافة أنواعه وأشكاله) يستنزف طاقتك بشكل كبير، يؤثّر على شهيّتك، يزيد من نسبة الجفاف في جسدك…جميعها عوامل تؤدّي إلى حدوث خلل في هرموناتك ومستويات السكّر أو ضغط الدم في جسمك، ممّا يؤدي في النهاية إلى تقلّب مزاجك وتغيّره على نحو كبير.
4- عدم تناول كميات كافية من الطعام
هناك مثل قائل: “الجوع كافر”
وله آثار مدمّرة، ليس فقط على صحتك الجسدية، بل والنفسية أيضًا.
حينما تهمل تناول وجباتك بانتظام، أو تترك وقتًا طويلاً جدًا بين كلّ وجبة وأخرى، فإن مستوى السكر في دمك ينخفض ممّا يسبب لك شعورًا مزايدًا بالقلق.. يمكنك معالجة هذا الأمر من خلال تناول وجبة خفيفة… حاول الجمع بين الكربوهيدرات والبروتينات لتحصل على دفعة طاقة جيّدة وتحافظ على مستويات السكر في الدم مستقرّة، وإيّاك أن تترك نفسك عرضة للجوع الشديد الذي قد يحوّلك إلى شخصية مزاجية لا يمكن التنبؤ بتصرفاتها.
5- قضاء وقت طويل مع المحبطين والسلبيين..
إن كنت تقضي جزءًا كبيرًا من وقتك مع أشخاص محبطين سلبيين ومتشائمين فمن الطبيعي للغاية أن تشعر بالإحباط أنت أيضًا.. ومن البديهي أن يتغيّر مزاجك سريعًا في كلّ مرّة تلتقي بهم.
ليس عليك قطع علاقاتك مع هؤلاء الأشخاص، خاصّة إن كانوا أصدقاء مقرّبين أو أفرادًا من العائلة، لكن حاول بالمقابل أن تقضي وقتًا أكبر مع أشخاص أكثر تفاؤلاً، قادرين على جعلك تشعر بالسعادة والإيجابية.
كيف تعرف الشخصية المزاجية..
1- قلة الصبر
يمتلك أصحاب الشخصية المزاجية صبرًا أقلّ بكثير من غيرهم، فهم غير متسامحون ويشعرون بالقلق سريعًا حينما لا تسير الأمور وفقًا لمخطّطاتهم.
2- عدم تقبل النقد
من الصعب على الشخصية المزاجية تقبّل النقد.
إن أخبرت شخصًا مزاجيًا بأنّه يقوم بشيء ما على نحو خاطئ، فمن المرجح أنّه لا يأخذ تعليقك هذا بصدر رحب..وسيشعر بالضيق الشديد ويتملّكه الإحساس بأنه دائمًا معرّض للنقد وأنّ الآخرين يهاجمونه، حتى لو لم يكونوا كذلك.
3- الاندفاع والندم
يتخذ أصحاب الشخصية المزاجية قرارات مندفعة وسريعة طوال الوقت، ثمّ يشعروا بالندم تجاه قرارهم. في غالب الأحيان نجد أنّهم لا يفكرّون عميقًا قبل اتخاذ قرار مهمّ أو مصيري
4- الغضب
كلّما حاول الشخص المزاجي السيطرة على غضبه، ظهرت هذه المشاعر بصورة أقوى.. معظم الشخصيات المزاجية تعاني من فقدان السيطرة على مشاعر الغضب، الأمر الذي يجعل أصحابها يتفوّهون بالكثير ممّا لا يجدر بهم قوله عند شعورهم بالغضب.
5- الحساسية
يتأذّى أصحاب الشخصية المزاجية سريعًا حتى لأتفه الأسباب، كما يشعرون بالأسى وبأنّهم الضحية دائمًا، ذلك لأنهم يبدون في الغالب أقوياء.. غير أنّهم في الحقيقة أصحاب مشاعر مرهفة وحسّاسون للغاية.
يمتلك معظم أصحاب الشخصية المزاجية قلوبًا طيبة، وهم لطفاء للغاية لكنّهم يفشلون في معظم الأحيان في التعبير عن مشاعرهم.
6- الحاجة لمساحة خاصة
يحتاج أصحاب الشخصية المزاجية للاختلاء بأنفسهم أحيانًا، ولمساحة خاصّة بهم لا يدخلها أحد. لذا فإن الضغط عليهم وإجبارهم على التحدّث أو القيام بأمر ما لن يجدي نفعًا. فهم يتحدّثون أو يقومون بأمور معيّنة حينما يرغبون في ذلك، أو حينما يجدون أنفسهم في مزاج ملائم.
7- التفكير الزائد
يتميّز أصحاب الشخصية المزاجية بأنّهم يفكّرون كثيرًا، ولهذا السبب يتقلّب مزاجهم ويتغيّر باستمرار. ممّا يؤدي إلى إساءة الحكم عليهم في الغالب من قبل أولئك الذين لا يعرفونهم معرفة جيّدة.
كيف أتعامل مع الشخصية المزاجية؟
هل مللت من شخصيتك المتقلّبة؟ أو ربما تعاني من صديقك المقرّب متقلّب المزاج، الذي يحبّك صباحًا ويخاصمك بعد الظهر ليعبّر بعدها عن حاجته إليك في المساء!!
أجل، التعامل مع الشخصية المزاجية قد يكون مرهقًا للغاية، سواءً لصاحبها أو من حوله من أصدقاء ومعارف.
لكن، ذلك لا يعني أنّه يجب نبذ هذه الشخصية واستبعادها تمامًا، فكما سبق أن وضّحنا، كثيرًا ما يُساء فهم هؤلاء الأشخاص ويتمّ الحكم عليهم بطريقة مجحفة.
هناك بعضًا من النصائح التي قد تساعدك للتعامل مع الشخصية المزاجية.. سواءً كانت هذه الشخصية هي أنت، أم أحد معارفك.
1- كن متفهما
قد يكون تقلب المزاج أمرًا عارضًا، وليس سمة دائمة. فالبعض ربما يواجه ظروفًا صعبة، والبعض الآخر قد يعاني من تقلّبات المزاج بسبب عوامل معيّنة.
المراهقون على سبيل المثال يواجهون مشكلات هرمونية طوال فترة المراهقة، ممّا يؤثّر على مزاجهم، ويجعل من إدارة مشاعرهم والتعامل معها تحدّيًا صعبًا.
في أحيانٍ أخرى قد يكون البعض مكتئبًا، أو محبطًا أو مريضًا أو غير ذلك، لذا لابدّ من فهم هذه الأسباب وتفهّمها.
حينما تجد أنّ مزاجك متقلّب على الدوام، اجلس مع نفسك وحاول فهم السبب وراء ذلك…راجع الأسباب الموضّحة أعلاه وانظر إن كان أيّ منها ينطبق عليك. في النهاية، معرفة سبب المشكلة يعدّ نصف الحلّ.
كذلك الحال مع الشخصيات المزاجية الأخرى، حاول فهم السبب وراء تصرّفهم على هذا النحو، فقد يكون هنالك ظرف أو جانب من حياتهم أنت لا تعرف عنه شيئًا.
2- خذ وقتا مستقطعا
هذه النصيحة تستهدف على وجه الخصوص أولئك الذين يتعاملون كثيرًا مع الشخصيات المزاجية.
ربما لديك صديق مقرّب أو أحد أفراد العائلة المزاجيين الذين يتعيّن عليك التعامل معهم بشكل دائم.
لا ضرر في الاستمرار في علاقتك مع هؤلاء الأشخاص، لكن احرص على منح نفسك وقتًا مستقطعًا، وخذ استراحات منتظمة بعيدًا عنهم.
التعامل مع الشخصيات المزاجية مرهق جدًا ويستنزف طاقتك، لذا لابدّ من إعادة شحنها مجدّدًا كلّ فترة.
3- حافظ على هدوء أعصابك
لا داعي للشعور بالغضب! لأنّ الخطأ ليس خطأك في تسعة من بين عشر مرات ترى فيها الجانب المظلم من شخصية صديقك المزاجية!
تذكّر دومًا، الشخص المزاجي، مزاجي بسبب ظروفه الخاصّة، ولا يدَ لك فيما يشعر به.. لست مجبرًا على معالجة مزاجيته أو الشعور بالسوء من نفسك.
4- ماذا عن إخراج الشخصية المزاجية من حياتك؟!
إن كنت تتعامل مع شخصية مزاجية على الدوام، ولكنها في الوقت ذاته متحكّمة ومتسلطة وتحمّلك مسؤولية ما تشعر به سوء مزاج، فربما يجدر بك إعادة التفكير في إبقاء صاحب هذه الشخصية في حياتك.
لنكن واقعيين، في بعض الأحيان قد تكون مثل هذه الشخصية مجرّد زميل/ زميلة، أو قريب بعيد، لذا من الصحّي والأفضل لك أن تخرج من حياتك أمثالها.
في أحيان أخرى، قد يكون صاحب الشخصية المزاجية مقرّبًا جدًا منك، لكن هنا عليك أن تتذكّر أمرًا مهمًّا: العلاقات البشرية بأنواعها يجب أن تُبنى على الأخذ والعطاء المتبادل، فإن وجدت نفسك تكتفي بالعطاء فقط (كأن تحتمل مزاجية هذا الشخص، لكنّه لا يتقبل مزاجيتك أو شخصيتك) فالأفضل بلا شكّ أن تمضي بعيدًا عنها، وإلاّ ستجد نفسك تعيسًا طوال حياتك.
5- إياك والوقوع في الفخ
بعض الأشخاص المزاجيين يستغلّون هذه الصفة فيهم ليحصلوا على ما يريدون، لذا احذر الوقوع في هذا الفخّ.
تنفيذ رغبات الشخص المزاجي بسرعة وعلى الفور قد يجعلك تعاني في علاقتك معه على المدى البعيد، ويقلّل من فرص تغيّر سلوكه.
كن متفهّمًا، لكن لا تكن منصاعًا لكلّ طلباته ورغباته، في النهاية…هي علاقة متبادلة (صداقة، قرابة، عمل…الخ) وليست علاقة جنيّ المصباح محقق الأمنيات مع علاء الدين!
6- تجاهل المزاج السيء
طريقة أخرى تساعدك على التعامل مع تقلب مزاجك، أو مع الشخصية المزاجية بشكل عام، هي بتجاهل هذه السمة.
إنّ آخر ما يريد الشخص المزاجي التحدّث عنه هو مزاجيته وحساسيته المفرطة، فعددٌ منهم يريدون استخدامها كوسيلة للحصول على ما يرغبون فيه وليس كموضوع للنقاش.
لكن انتبه، البعض قد يكون مزاجيًا بسبب ظروف قاهرة يمرّ بها، ويحتاج منك إلى التعاطف والتسامح… فرّق جيدًا بينهم وبين أولئك الذين يستغلّون مزاجيتهم لأهداف أخرى كالتحكّم في الغير أو السيطرة عليهم.
كذلك الحال إن كنت أنت الشخصية المزاجية في القصّة، إن وجدت نفسك غير قادر على التعامل مع تقلّباتك مزاجك، وبدأت تلاحظ أنها تدمّر علاقاتك وحياتك، فلا تتردّد في الاعتراف بالمشكلة وطلب العون من أصحاب الاختصاص. لا ضير في الحصول على استشارة نفسية، أو التواصل مع خبير في المجال، فذلك سيساعدك حتمًا لتجاوز هذه الحالة النفسية الصعبة.