د. محمد كامل الباز يكتب : طاقة القدر إتفتحت لحليمة
لحظة فارقة تحول حياة كل منا من الظلمات إلى النور، من الكد والتعب إلى الحصاد والذهب، من الحلم إلى الحقيقة، هناك من كانت تلك اللحظة عنده وقت قبوله للكلية التى كان يحلم بها، أخر كانت هذة اللحظة عندما اجتمع بشريكة حياته تحت سقف واحد، ثالث من وصل لمنصب معين كان يحلم به، تتفاوت تلك اللحظة أهمية وتقدير وفق اهتمامات الشخص وطبيعة حياته؛ منذ أيام قليلة تعرف العالم كله عن طبيعة تلك اللحظة عند الإعلامية الكويتية حليمة بولاند التى أعربت وفق ما ذكر فى وكالات الأنباء عن قمة سعادتها ومنتهى أملها فى مكالمة جاءت لها من كريستيانو رونالدو الذى كان متواجد فى نفس الفندق المقيمة به،كان الدون رفقة فريقه النصر استعداد للدور ربع النهائي فى بطولة سلمان للاندية العربية، حليمة غبرت عن تلك اللحظة من خلال نشر مقطع صوتى للمكالمة رغم أن المكالمة وفقا لما ذُكر كانت خطأ حيث كان رونالدو يكلم صديقه بالخطأ فجاءت فى حليمة التى عبرت أنها أفضل غلطة جاءت لها فى حياتها، جلست أراقب مايحدث واتابع تعبيرات حليمة ووصفها لتلك المكالمة وكأنها دخلت جنة الله فى الارض، اخذت أتابع تلك العلامة الفارقة التى تحولت فيها مصائر أمم وشعوب من الضيق واليأس إلى الفرحة والبئس. حليمة كادت أن تموت فور سماع صوت رونالدو، لهذا الحد وصلت الأمة للهزيمة النفسية والخزى، لهذا الحد نبدو اقزام لا هوية لنا، لهذا الحد تبدو مكالمة من مجرد لاعب كورة ولو على سبيل الخطأ تسعد أناس وتغير مسار حياتهم، لماذا وصلنا لهذا المستوى وكيف انحنى بنا المسار كل هذا الانحناء لم يقف الامر عند هذا الحد، أخذت أتابع تعليقات الناس على الأمر فازدادت حسرتى وتضاعف حزنى، هناك الكثير لا يصدق الغامر ويتهم حليمة بالكذب!! مكالمة مع كريستيانو ولو على سبيل الخطأ أمر لا يصدقه العقل البشري!! وصل بنا الحال أن يرفض عقلنا أصلا أن هناك شخص تكلم مع رونالدو ولو خطأ، تردت بنا الأوضاع إلى أن يتهم الناس بعضهم بالكذب لأنه أدعى أن لامست اذنية نبرات الدون العذبة، هو بالطبع مثلهم الأعلى وقدوتهم الكبرى، أخذت حليمة تزيد الجراح أكثر لتأخذ حقها فى الدفاع عن حلمها، ترد وتشرح الموقف لتثبت أن الأمر حدث بالفعل!! نعم كنت من المحظوظين الذين رضى الله عنهم واصطفاهم لأجل ماذا؟ نشر دعوته!! حج بيته!! زيارة قبر نبيه ؟! لا والله بل لسماع صوت رونالدو!!، تفانت فى إقناع الناس بما حدث لها و تصديق تلك اللحظة المحورية فى حياتها، كيف سيُنشأ هؤلاء أجيال قادمة ؟ على ماذا سيُخرج هؤلاء المبهورين بصوت لاعب أبناءهم وبمن يجعلهم يقتدوا ؟ هل كانت حليمة ستفرح كل هذا الفرح إذا كلمها شيخ الازهر حقيقة وليس خطأ ، هل حلمت يوم بمكالمة من عظماءنا وأبطال تاريخنا هل لو كان صلاح الدين او محمد الفاتح بيننا الأن وتحدثت معه حليمة سيكون هذا شعورها اغم لا ؟ اعتقد الإجابة لكم ولو أنى أشك أنها كانت ستعرفهم من الأساس .