بقلم / داليا عزت
إذا تسرب الغاز من محبسه وانت متشبع به لن تدركة وهو يلتف حول حواسك كالأفعى ليطرحك قتيلا.. تماما مثلما فعلته الدمية ( باربى ) بلونها الوردى الجذاب الذى انتشر فى البيوت كالغاز المخدر.
تلك اللعبة التى صنعتها روث هاندلر يهودية الأصل.. لتتمرد على اشكال الدمية المعتادة التى كانت تصور الطفلة الصغيرة فى سنها الطبيعى.. أو دمية الرضيع التى كانت تلعب بها الصغيرات بغريزة الأم الى طور آخر من النمو لتلفت اعينهم لاجسادهن نحو فتاة ممشوقة القوام ، بارزة النهدين ، ذات شعر اشقر انسيابى ، تلبس ثياب عدة وشخصيات شتى ، لتصبح حلم كل فتاة لتكون هى باربى طاغية الأنوثة ، متخطية سن طفولتها.. هذا التغير الثقافى التى دسته منذ الستينات كالسم فى العسل فى عقول الصغيرات.. استطاعت ان ترسى لها قاعدة جماهيرية كبيرة من تعلق البنات بها بشكل يسمح للقائمين على اللعبة فى استكمال مخططهم من تغير المجتمع ايدلوجيا.. وظهر ذلك جليا فى الفيلم الحالى لباربى ذا الايرادات المليارية.. دعت فيه النساء بجميع مراحلهم العمرية الى التحرر من عالم الرجال والأنعزال عنهم فى عالم نسائى وردى ناعم.. ويصل الأستغناء فى هذا العالم الى حد دعم مفهوم ( المثلية ) .
ان المخطط كبير والسنوات سوف تكشف لنا اعمق من ذلك.. ولكن هل سننتظر حتى يخدرنا غاز باربى الوردى ليقضى على اخلاقيتنا ، ويهدم منظومة الأسرة ومن ثم ينهار المجتمع.
إن الفضل فى انتشار باربى للذكاء التسويقى ، الذى كسى بيوت المودة والاقلام والكشاكيل والاحذية بالوان باربى الوردية ،والتى عجزت امامه مع الأسف العروسة العربية ( فله ) فى منافسة باربى فهى لم يسوق لها كما يجب.. لم يكن لها لون ثابت يميزها او يلفت النظر اليها ، كانت صورة باهتة ومزيفة من باربى بشعر اسود غير جذاب ، ملابسها جلباب ، لم نستطيع تقديم عروسة تحمل هوية عربية تشد انظار الفتيات مثلما فعلت عروسة الغرب ليس لأنها محتشمة بل لأنها تقليد .
واذا كنا اخفقنا فى فترة ما فمازالت دول الشرق تملك العقول القادرة للتصدى لمحاولات طمس الدين والمجتمع العربى.. لدينا اجيال كبيرة وعظيمة من شباب مصر والدول العربية لديها افكار افضل من باربى .. ولكن بحاجة للكشف عن مواهبهم ودعمهم ماديا واعلاميا .. فقط اعطوهم الفرصة .