900
900
مقالات

متاهة الحياة

الجزء الخامس

900
900

بقلم /نسرين عبد المجيد

تتسلل لخبايا الذاكرة بعض من تفاصيل الماضي السحيق …. كانت تتجنبه زمنا طويلا … وتحاول الإبتعاد عن تفاصيله الدفينة ..فتظهر ما بين الفينة والأخرى …وسأخرجها من كبتها المؤلم قصه طويلة … عنوانها /متاهة الحياة….الجزء الخامس ماقبل الأخير
قصة مستوحاة من الواقع
متاهة الحياة الجزء الخامس ….
هناك بين أكوام الخراب المتكدس فوق ذكريات أصحابها ……. وقفت تائها خاويا من كل شئ فقط حقيبتي الصغيرة وبعض الذكرى والدموع فوق أنقاض من كانوا هنا ….. ثم بدأت رحلة البحث المضني …… بين منظمات الإغاثة الدولية ..وبين مخيمات اللجوء …لعلي أجد دليلا صغيرا يوصلني إلى ما تبقى من عائلة كانت كل ما يمثل الحياه ….
ملايين النازحين تناثروا بين مخيمات الشتات …منها من كان داخل الوطن المفعم بالجراح ..ومنها من كان خارج أسوار الوطن الكبير الذي رغم كبره لم يعد يتسع لأصحابه …. وعند كل باب كان يجب عليك أن تحدد ان من تبحث عنهم هم لاجئين ..أم نازحين … تعلمت أن النازح يكون ضمن حدود البلد واللاجئ هو ما أوصلته طرقه إلى خارج الوطن …..وبعد عناءٍ طويل من البحث … وعن طريق أحد سكان من كانوا بقريتي قابلته صدفة …. أن أهلي بخير ولكنهم أصبحوا خارج البلاد ضمن مخيم للاجئين …. وكمن انتشل من تحت الركام … ذرفت الدموع فرحا بهذا الخبر …. ولكن كيف السبيل الى لقائهم دلني …….
من سخرية القدر …. أنه ورغم انه مسموح لك اللجوء إلى الكثير من البلاد فقط لأنك من بلد مزقته الحروب …إلا أنك لا تستطيع الدخول الى أي بلد مجاور إلا عن طريق بعض تجار البشر أو كما يسمون هنا بالمهربين … عن طريق دفع بعض المال الذي لم يكن مبلغ هينا وقتها …. حاولت كثيرا …وعانيت ليالي البرد والشقاء محاولا دون نتيجة ..وبعد أن كان الأمل قد وصل للحضيض جائتني تلك الرسالة الجميله من أخي …وإستطعت ولاول مرة بعد سنين طويلة من الألم والحرمان أن أراهم ولكن عن طريق شاشة صغيرة في محادثه فيديو …كانت دموعها اكثر من كلامها …….
هنا حضرتني بعض الراحة …. ولكن السبل تقطعت بأن نجتمع من جديد … ولم أعد أملك من المال ما يساعدني في رحله اللجوء الجديدة …فقررت الرجوع الى البلد المجاور الذي كنت فيه …والذي قضيت فيه من السنين والعمر عتيا … وإنطلقت خاويا من جديد ومعي بعض الصور الجميلة لأسرتي …تؤنس وحشتي بمسيرة الآلام …..
لا أعلم أهو القدر … أم هي الصدف التي قادتني نحو ماكان نقطة مفصلية جديدة في محنتي أو رحلتي ……في طريقي راكبا حافلة الهجرة ..استوقفتنا جماعه من بعض من حملوا السلاح دون غاية ..الا الجشع …..والحقد ….
كانوا ممن يلتحفون السواد..الذي سكن قلوبهم قبل أن يكون ملبسهم … أنزلونا من الحافلة ..آمرونا جميعا بأن نكون شهودا على إعدام لأسير لديهم كما هم يسمونه …..
وهناك رأيتها ..جميله فاتنه شامخة … كانت ممن حملن السلاح دفاعا عن اهلهم وأرضهم ضد الظلم والظلام …تلاقت عيوننا وكأنني اخر من تستنجد به قبل مفارقة الحياة ….. ثم إنتقلت روحها أمام حشد عظيم وأنا من ظمنهم …
هنا تشابكت الأفكار برأسي ..وتحول المصير …أخذت قرارا بالعودة والإنظمام إلى من يدافعون عن الوطن السليب …وإلتحقت بإحدى تلك المعسكرات ..كان خليطا جميلا من الشباب والبنات …. عندما تساوت القضيه وهي الوطن .. تساوت معها الأجساد فهنا لا فرق بين رجل وإمرأه ..الجميع هنا مقاتلين ..أو مدافعين ….. بدأت التعلم سريعا على فنون ممارسه الحروب … التي لم نخترها طريقا …بل هي من إختارتنا… وكنا نجتمع ليلا لنرقص على الأهازيج الوطنيه … أو لنعزف ألحان المو*ت المتربص بزوايا الأمكنه …….
يتبع غدا……… بالجزء الاخير انشاءالله ……..

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى