سقط معرابنا سهوا في مستنقع الجهل
بقلم / زيزي الدهار
يا سادتي غدت أحلامنا ضائعة مابين عصر الجاهلية وعتبة الزمان لأننا قطعنا بأيدينا بوصلة المكان وزحفنا بجهل إلى حيث تفتقر مائدة الغذاء روادها على مائدة الحب تنتظر موعد العشاء وسط لمة المساء وضاعت لهفة اللقاء وانتظار الجوع في بوتقة الزمن الرديء.. بينما رب الأسرة في حانات المال يجمع الرداء كي يغطي ثمن الرغيف وربة الأسرة في سباق مع ابنتها الجميلة لتظهر بأجمل حلة في هذا المساء.. وغدونا لا نفقه من العلم سوى لعبة السوق وجمع المال في زمن قل فيه الرداء وكثر فيه العراء.
فكل شيء يحتاج إلى قانون كي يستمر ..
الحب .. الطبيعة.. الإنسان..
وحين نفتقد إلى القيم وإلى قانون يردع السارق، القاتل، الظالم ، الفاسد نصبح في غابة بعد أن تعدينا على قانون الله ولعبنا في ميراث الخلق والطبيعة فاهتزت شرائع السماء ومع الزمن وسوء إدارة الانسان يتبدل قانون الطبيعة فيغضب الله على البشر ، لأن ما يجري الآن من تغير في الطبيعة ليس بسبب فساد المناخ فقط بل تجارب الإنسان التي لعبت بقانون الطبيعة ، وفساده الذي ساهم في انهيار القيم وتفتت الأسر وكان أكثره الدور الذي تسببت به الهجرة حيث نقلت إلينا عادات وتقاليد لا تمت لاخلاقياتنا بصلة، وهل هذا مشروع دول عظمى من أجل سقوطنا في بحر الرذيلة وغياب المبادئ ؟؟؟
ثم غياب الرقابة عن القنوات التي تدخل إلى بيوتنا فيراها الصغير والكبير،
حين تقصي القنوات أصحاب الفكر والفن والثقافة والأدب وتكتفي ببرامج هابطة لا تمت للأخلاق والأعراف بصلة ، مؤكد سوف نصبح أمة جاهلة تنظر فقط إلى محتوى فاسد همه تكبير الشفاه والمؤ…. والتفوه بكلام سوقي حيث تسقط الاخلاق إلى أدناها ، أي جيل سينشأ .
كما أن انبهارنا بالغرب والحرية التي أعطيت للمرأة في العمل فغرق مركب الأسرة بعد أن أصبح للمركب أكثر من ربان.
حيث كرم الله المرأة فجعلها سيدة المنزل ، وحين تخلت عن دورها الريادي في التربية.. اهتز عامود المنزل ليتنافس الاثنين في بناء الأسرة والمصروف ، وعلى أنقاض آدم وحواء تبعثرت كل الحضارات محاصرة بتاريخ من المناخات وأحقاب جيولوجيه متتالية غيرت بعلمها ورؤيتها معالم التاريخ واعتدت على صناعة الأرض بانفتاحها فطمرت حضارة وغيرت الكثير من معالم الأرض ، قد حاصرت برؤيتها الجديدة لغات البشر وأقامت الحدود وكتبت قوانين خاصة بها وانفردت كل دولة بوطن لها.
وكم لعبت تلك التكنولوجيا بعقول البشر فغيرت وجه الأرض ، عدا ذلك ما سببته تطور الصناعات وغيرها من إحداثيات الكترونيه صنعها البشر فعبثت بتقويم الأيام بكل خبث وكم حاول البعض تناسي هذا الصوت الداعي إلى سياسة التغيير ، إلا أن بوصلة الشمال بقيت تردد الحان الغرب وما يرسمه الخيال من أوهام الرحيل والخوض في صناعة المستحيل.. نسينا ماضينا هناك على أول طريق وسلمنا تاريخنا الجميل لغريب يغزوا حروفه ويزور التاريخ، أما معرابنا الأصيل قد سقط سهوا أو عمدا في لعبة السباق فوقعنا في مستنقع الجهل واصبحنا بحاجة إلى مخلص كي نبقى أحياء.