هل تبتسم دائما كرة القدم للفريق الأفضل؟
بقلم / د. محمد كامل الباز
لماذا نتغافل دائما عن نسبة التوفيق فى كورة القدم ؟ يجيب أحدهم، التوفيق لا يأتي إلا للمجتهد الذى لا يستحق.. لكن تاريخ كورة القدم ملىء بالاستثناءات فى تلك النقطة، ليس من الضروري أن يكسب دائما من يستحق خلال المباراة أو البطولة، أو بمعنى أدق هناك الكثير من المباريات والبطولات أعطت المستديرة فيها ظهرها للاقوى بينما لعب التوفيق فيها الجانب الأكبر وذهب الفوز لمن قدر الله له أن يكون بطل لا لمن لعب أفضل؛ كأس العالم على مدار تاريخه مزدحم بتلك الأمثلة، هل كان خروج أقوى منتخب للبرازيل على مدار تاريخها خالى الوفاض عام ١٩٨٢ باسبانيا منطقى؟ ونحن مع البرازيل أيضاً الذى تصدر مجموعته بدون أى تعادل فى مونديال إيطاليا ٩٠ ثم اصطدم بالارجنتين فى الدور الثمن نهائى ليقدم مباراة قوية ويتحكم فى كل مجريات اللعب.. لكن ماردونا كان له رأى آخر حيث استطاع لعب تمريرة قاتلة للقناص كانيجا الذى من خلالها أضاع حلم السامبا فى المونديال.. هل يختلف إثنين عن مهارة روبرتو باجيو الذى أجاد فى مونديال امريكا ٩٤ وقاد الأزورى للنهائى أمام البرازيل ثم ركلات الترجيح ليأتى اللاعب نفسه ويضيع أخر ركلة مهدى الكأس الغالية للبرازيل.. كرة القدم ليست امتحان فى الدرسات العليا أو منهج أكاديمى ليتم فيه تطبيق قاعدة من جد وجد، كرة القدم لعبة ترفيهيه مثلها مثل باقى الالعاب تحتاج لاستعداد وتدريب لكن يلعب التوفيق والقدر بها دور كبير فى النتائج، اتذكر نهائى مونديال جنوب إفريقيا ٢٠١٠ كانت المباراة بين إسبانيا وهولنده فى النهائى ولاح انفراد كامل لروبين الجناح الهولندى الخطير ليضيع بغرابة، انفراد ليس ضربة حظ معناه تفوق من الطاحونة الهولندية وامكانية فى الهجوم تؤهلها اختراق الدفاع الاسبانى كما تشير لقصور فى دفاع الماتادور أدى لمواجهة روبين مع كاسيلاس لكن القدر له رأى أخر وهو ضياع الكورة ليصل الفريقين لوقت اضافى وتأتي كورة أصعب منها لانيستا يضعها فى أقصى اليمين لتتقدم إسبانيا وتفوز بالكأس الوحيدة فى تاريخها.. لو ذهبنا بالزمن أربع سنين أخرى كان نهائى قوى بين الماكينات وميسى ورفاقه، حيث أُلغى هدف للمهاجم الأرجنتيني هيجواين كان سيغير من اللقاء، الذى استطاعت المانيا الفوز به فى الوقت الإضافي أيضاً، أمثلة البطولات كثيرة وخصوصاً فى أقوى بطولة وهى المونديال الذى كثير مانجد فرص خطيرة تغير مسار بطولات ولنا فى أخر نسخة أفضل مثال حيث كان التعادل الإيجابي بين الارجنتين وفرنسا فى الوقتين الاصلى والاضافى لتأتى فرصة للمهاجم الفرنسى موانى انفراد كامل والكورة مهيئة للمرة ولكن الحارس الارجنتينى استطاع التصدى لها لتلعب ركلات الترجيح معلنة فوز الارجنتين، لو ارتفعت الكرة سنتيمترات كانت الديوك على منصة التتويج، كرة القدم هى لعبة للتسالى والمتعة فلا داعى لبناء وجهات نظر عليها أو تصنيف عقول من أجلها، لو أنت مشجع لهولنده وأنا اشجع للارجنتين فأحب أوضح لك أنى فى تشجيع الكورة لا اتميز عنك بشىء الارجنتين فازت بكأس العالم ثلاثة نسخ كانت من الممكن أن تذهب منها لولا هدف كيمبس فى الوقت الاضافى عام ١٩٧٨، أو هدف بوروتشاجا ضد المانيا فى نهائى المكسيك ١٩٨٦، أو ربما الأمر تغير لو فكر المهاجم الفرنسى فى مرواغة حارس الارجنتين فى المونديال الماضى، فى المقابل فقدت هولنده ثلاثة بطولات فى النهائى من المانيا وهولنده على أرضهم وبطولة جنوب إفريقيا التى تكلمنا عنها كان من الممكن أن مشجع هولندة يمتلك ثلاث بطولات مثل مشجع الارجنتين ولكنه التوفيق وحكمة الله التى ليست من الضرورى أن تذهب دائما للاقوى والافضل.