ﺧﺮﺝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﻳﻦ ﺑﺎﻟﻜﺮﻡ
ﻭﺍﻟﺴﺨﺎﺀ ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻣﺮ ﺑﺤﺪﻳﻘﺔ ( ﺑﺴﺘﺎﻥ ) ﻭﺭﺃﻯ ﻏﻼﻣﺎ
ﻣﻤﻠﻮﻙ ﻳﺠﻠﺲ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺣﺎﺋﻄﻬﺎ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﻃﻌﺎﻣﻪ ﻓﺎﻗﺘﺮﺏ ﻛﻠﺐ ﻣﻦ
ﺍﻟﻐﻼﻡ ,
ﻓﺄﺧﺬ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻳﻠﻘﻲ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺑﻠﻘﻤﺔ , ﻭﻳﺄﻛﻞ ﻟﻘﻤﺔ
ﻭﻋﻤﺮ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﺘﻌﺠﺐ ﻣﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ,
ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻤﺮ ﺃﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻛﻠﺒﻚ ؟؟
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻐﻼﻡ : ﻻ
ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻄﻌﻤﻪ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﺗﺄﻛﻞ ؟؟
ﻓﺮﺩ ﺍﻟﻐﻼﻡ : ﺇﻧﻲ ﺃﺳﺘﺤﻲ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻧﻲ ﺃﺣﺪ ﻭﺃﻧﺎ ﺁﻛﻞ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﺭﻛﻨﻲ
ﻃﻌﺎﻣﻲ .
ﺃُﻋﺠﺐ ﻋﻤﺮ ﺑﺎﻟﻐﻼﻡ ,
ﻓﺴﺄﻟﻪ : ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﺣﺮ ﺃﻡ ﻋﺒﺪ ؟؟
ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﻐﻼﻡ : ﺑﻞ ﺃﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﻋﻨﺪ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﺔ ,
ﻓﺎﻧﺼﺮﻑ ﻋﻤﺮ ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻠﻐﻼﻡ : ﺃﺑﺸﺮ ﻳﺎﻓﺘﻰ ﻓﻘﺪ ﺃﻋﺘﻘﻚ ﺍﻟﻠﻪ !
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﺔ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻠﻜﺎَ ﻟﻚ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺭﺿﺎ : ﺃُﺷﻬﺪﻙ ﺃﻧﻨﻲ ﺟﻌﻠﺖ ﺛﻤﺎﺭﻫﺎ ﻟﻔﻘﺮﺍﺀ
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ . ﺗﻌﺠﺐ عمر
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﻐﻼﻡ : ﻋﺠﺒﺎ ﻟﻚ !
ﺃﺗﻔﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﻓﻘﺮﻙ ﻭﺣﺎﺟﺘﻚ ﺇﻟﻴﻬﺎ ؟؟
ﺭﺩ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺑﺜﻘﺔ ﻭﺇﻳﻤﺎﻥ : ﺇﻧﻲ ﻷﺳﺘﺤﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻥ ﻳﺠﻮﺩ ﻋﻠﻲّ
ﺑﺸﻴﺊ ﻓﺎﺑﺨﻞ ﺑﻪ .!
ﻗﻤﺔ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﻗﻤﺔ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﻭﺍﻟﻘﻨﺎﻋﻪ ﺃﻓﺎﺽ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ﻧﻮﺭ
ﺍﻟﺮﺿﻮﺍﻥ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺣﺎﺳﻴﺴﻜﻢ ﺣﻼﻭﺓ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺟﺴﺎﻣﻜﻢ ﻋﺎﻓﻴﺔ
ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺳﻤﺎﻋﻜﻢ ﻋﺬﻭﺑﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻟﺴﻨﺘﻜﻢ ﺫﻛﺮﺍﻟﺮﺣﻤﻦ.
اترك تعليقك ...