بطعم الزنجبيل
بقلم / شيرين زين الدين – مصر
كنت أحلم بذلك الشاب ذي اللحية البُنِّيّة
والصدر الممتليء بطعم الزنجبيل والعسل
والعينين اللتين كلما حاولت أن أعرف لونهما أفشل
مثلما دائمًا أفشل كلما فكرت في تقبيل..
.. شعرة من صدرهِ الجميل
لكنّ شيئًا أيقظني ..وقد انفرطت حبات العقد
فرأيت أمامي الرجل الحلو ذا اللحية الفضّية
يَجمَعها ويبكي
ألبسني إياها وقال: كنتِ تُحبِّين هذه الهدية
الرجل الذي كتبته بحروف قليلة على الورق
.. كَبُرَ
حتى خرج من بين السطور ..
صار حقيقيًا
يَعرفه بعض أصدقائي في عالمي الأزرق..
وبعض عائلتي
صرنا مثل زوجين
كلما ظهرنا معًا أراهم
يضحكون يصفرون يصفقون تصفيقًا حارًا ..
فأنحني وكأنني بطلة في كوكب يغرق
ولا أدري ما السعادة في ذلك؟!
فلنشرب
نخب زوجي الجَليل.. وتعاسَتي الأبدية
فليسعد الجميع ولتنقلب حياتي إلى مسرحية
مبهجة حين أحكي عن تصرفاته الجميلة
وتافهة حين أذكُر الفجوة العمرية
ربما أنا التي لا أعرف كيف أعيش
…ويبدو أن المشكلة فيّ
كنت أحلم بذلك الشاب ذي اللحية البُنّية
والصدر الممتلئ بطعم الزنجبيل والعسل
لكن صوتا أيقظني وكأن شيئًا ينكسر
فرأيت أمامي الرجل ذا اللحية الفضية
يضع يده على قلبي ولا يهتم
إن كان نبضًا أو كان كل هذا تخثرًا في الدم
لأن حلمي صار ينزف داخلي بشكل غير عاديٍ
عندما بدأت صورة الشاب تختفي من خيالي
اختفاءً تدريجيًا
عندما يأتي بائع الاحلام سوف أناديه
لأشتري منه السعادة لعائلتي
وامرأة من وهم للرجل ذي اللحية الفضية
وأطلب منه حلم الرجل ذي اللحية البُنِّيَّة
والصدر القوي الممتلئ بطعم الزنجبيل والعسل
أعلم أنه سوف يضحك مثل كل مرة ناديته فيها
وستكون ضحكته عالية عالية عالية
حتى توقظ الجمهور للمرة الأخيرة
سوف ينظر إلى السماء ويصرخ بجنون قائلًا:
“أرأيت كم أحلام عبادك بسيطة يا الله”
وسيمضي
..دون أن يعطيني الحلم.