رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن أهمية الوقت
بقلم / المفكر العربي خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
ورئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
أقسم الجليل سبحانه وتعالى بالوقت؛ فقال : {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} [الفجر: 4- 1
وقال تعالى {وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} } [الضحى: 2- 1]
وقال تعالى ( وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) الشمس
فأقسمَ عزَّ وجلَّ بالليلِ إذا سَرى وغشَّى وسجَى، وأدلهمَّتْ ظلْمَتُه فعمَّتِ الكونَ برُمَّتِه، وأقسمَ بفجره وآخِرِه إذا هبَّ الناس من سُبَاتهم، واستيقظوا من رُقَادِهم، وأقسمَ بأشرفِ الليالي وأفضَلِها، وهي ليالي العشر من رمضان أو عشر ذي الحجة. واقسم بالشمس وضحاها وأقسم بالنهارِ إذا تجلَّى للخلقِ بنورِه، وانتشرَ ضياؤه بالضحى فأعاد للناس الحياة، ثم أقسمَ الله بعد ذلك بالدهرِ أجمعَ، ليلِه ونهارِه، ظلامِه وضياءِه
وأقسمَ بالعصرِ الذي هو اسمٌ من أسماءِ الدهرِ ولا يقسمُ سبحانه إلا بأمرٍ عظيمٍ، لبيانِ شَرَفِه وأهميتِه، ولفتِ أنظارِ الناس إليه قال الله تعالى {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} } [العصر: 1 – 3]
فما هو الوقت؟
الوقت هو اسم لقليل الوقت وكثيره من لحظة الي دقيقة الي ساعة الي يوم الي اسبوع الي شهر الي عام الي دهر
يقول الله تعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين : {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [آل عمران:190] ،وقال تعالى :(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ ) (6) يونس ، وقال تعالى : (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا ) (12) الاسراء
ولقد ذكر الوقت في كتاب الله تعالى في ثلاث عشرة آية يذكر الله تعالى فيها قيمة الوقت، ففي سورة المرسلات: وَإِذَا الرُّسُلُ أُقّتَتْ لايّ يَوْمٍ أُجّلَتْ لِيَوْمِ الْفَصْلِ [المرسلات:11-13]. أي أن الله تعالى جعل للرسول ميقاتاً يفصل بينهم وبين أممهم وقال تعالى في سورة الحجر حينما أعطى إبليس مهلة من الوقت فقال: قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ [الحجر:37-38].
اولا : وجوب اغتنام الأوقات فيما ينفع واهمية نعمة الوقت
أيها المسلمون الوقت هو الحياة، وأوْقاتنا هي رأس مالنا في هذه الدنيا، ومن فرّط في وقته وعمُره فقد فرّط في خير كبير، فأيّام الله تعالى تتسارع، والأزمنة تتلاحق ،وكل شيء من حولك يذكرك بقيمة الوقت والزمن الذي تعيشه، فطلوع الشمس وغروبها، والقمر الذي قدره الله منازل، كل يوم تراه أصغر أو أكبر من اليوم الذي قبله، وحركة الكون والكواكب، والسماوات والأرض، فكل هذه الأشياء تذكرك بقيمة الزمن الذي هو رأس مالك. فهل شعرنا بذلك، وهل عملنا لذلك.
وقد جاء في الأثر أنه ” لَيْسَ مِنْ يَوْمٍ يَأْتِي عَلَى ابْنِ آدَمَ إِلا يُنَادَى فِيهِ: يَا ابْنَ آدَمَ أَنَا خَلْقٌ جَدِيدٌ، وَأَنَا فِيمَا تَعْمَلُ فِيهِ عَلَيْكَ شَهِيدٌ، فَاعْمَلْ فِيَّ خَيْرًا أَشْهَدُ لَكَ بِهِ غَدًا، فَإِنِّي لَوْ قَدْ مَضَيْتُ لَمْ تَرَنِي أَبَدًا، قَالَ: وَيَقُولُ اللَّيْلُ مِثْلَ ذَلِكَ”.
وكان الحسن البصري رحمه الله يقول: “يا ابن آدم إنما أنت أيام إذا ذهب يوم ذهب بعضك.
وقال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “ما ندمت على شيء، ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي، ولم يزدد فيه عملي”.
وفي مصنف ابن أبي شيبة عن عبدالله بن مسعود، أنه كان يقول: «إِنِّي لَأَمْقُتُ الرَّجُلَ أَنْ أَرَاهُ فَارِغًا لَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْ عَمَلِ الدُّنْيَا وَلَا عَمَلِ الْآخِرَةِ».
لقد أغدقَ اللهُ عزَّ وجلَّ علي عبادِة النِّعمَ بشتَّي صرُوفِها وأنواعِها، ومن أجلِّ هذه النعمِ وأعظَمِها نعمةُ الوقتِ، نعمةُ الليلِ والنهارِ، يزيد هذا ويطول ذاك، بحكمةٍ رشيدةٍ تيسِّرُ علي العبادِ أمرَ دُنْيَاهم. روى البخاري عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ) أي نعمتان يخسرهما كثير من الناس
















