زهرة من بستان
بقلم / د. خالد وحيد
باحث إسلامي
عزيزي القارىء ألا ترى أن الإسلام مثله مثل الحديقة الغناء وبستان واسع غني بالزهور والثمار؟ فهلم نقطف منه زهرة اليوم.
لا شك أن الحياة المعاصرة مليئة بالتحديات، فالسؤال الذي يطرح نفسه، كيف نجمع في يومنا بين سعي الدنيا والعمل للأخره؟
سنحاول اليوم الإجابة عن هذا التساؤل.
تتكون الإجابة عن هذا السؤال من شقين:
الأول : تعامل الإنسان مع خالقه.
الثاني : تعامل الإنسان مع سائر الخلق.
الشق الأول :
فحين يستيقظ الإنسان في نومه، يمكنه أن يحمد الله تعالى على أنه قد وهب له يوماً جديداً في عمره، ولقد علمنا النبي (صلى الله عليه وسلم) دعاء في هذا الموقف.
(الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور)
أو دعاء أخر:
(الحمد لله الذي عافاني في بدني، ورد إلي روحي وأذن لي بذكره).
وبذلك يأخذ الإنسان حسنات بترديده هذا الدعاء.
حتى إذا توجه فتوضأ وصلى صلاة الصبح مؤدياً ما فرضه الله عليه في هذا التوقيت يمكنه أيضاً أن يصلي ركعتين سنة الفجر قبل صلاة الصبح لقول النبي (صلى الله عليه وسلم).
(ركعتي الفجر خير من الدنيا وما فيها) أو كما قال، فتكون الفترة الصباحية للإنسان نموذجاً لطاعة الإنسان لربه يحتذي بها سائر يومه.
الشق الثاني : تعامل الإنسان مع بقية الخلق
أن الإنسان يتعامل مع كل من :
أخيه الإنسان، والحيوان، والنبات والجمادات.
أما عن الإنسان فيجب معاملته بأرقى أنواع التعامل معاملة العدل بغض النظر عن دينهم أو لونهم أو جنسهم فهم سواسية كأسنان المشط.
وإذا كان (تبسمك في وجه أخيك صدقة) حديث شريف، فما بالنا بسائر التصرفات اليومية والتي تتجاوز مجرد الابتسامة.
أما الرفق بالحيوان: فالمسلم مأمور بأن يرفق بالحيوان فإن رجلاً دخل الجنة بسبب سقياه ماء لكلبه، وامرأة دخلت النار في قطة حبسها وظلمتها.
أن الاعتناء بالنباتات تعد من بدهيات الحفاظ على البيئة، لا سيما أنها تجدد الأكسجين وتساعد في تنقية الهواء حول جميع الكائنات.
فإذا أحسن الإنسان استخدام الجمادات اكتملت حلقة استخلافه في الأرض على الوجه الذي يرضي الله تعالى.
يذكر أيضاً أن بقاء الوالدين على قيد الحياة يعد الفرصة الذهبية للحصول على رضوان الله تعالى عن طريق حسن معاملتهما.
وهكذا نجد تكامل حياة الإنسان بشقيها ليحصل بذلك على رضوان ربه، ويعامل الناس بما يرضي الله تعالى متقناً عمله، ذاكراً لربه، نافعاً لوطنه ومجتمعه.
فلا نجد حينئذ تعارض بين الدين والدنيا خاصة إذا أدرك الإنسان المطلوب منه في هذه الحياة.
وفي هذا الإطار نفهم قوله تعالى: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين). 161-162 الأنعام.
















